عندما يبدأ الطفل رحلته في هذا العالم، فإنه يبدأ باكتشاف كل ما حوله عن طريق فمه، لا سيما عند ظهور أولى أسنانه اللبنية التي لا يستخدمها من أجل الطعام فقط، بل لمسك الأشياء من حوله ومحاولة التعرف عليها؛ لذا يصبح الاهتمام بصحة أسنانه أمرًا لا غنى عنه. وهنا تظهر أولى التحديات الصحية التي يمكن أن تواجهه وتؤثر على صحته في المستقبل. وهي تسوس الأسنان.
فهل يمكن أن تتسوس أسنان الرضع؟، وإن صحت المخاوف الشائعة بين الأهل في إمكانية تسوس أسنان الرضيع، فما يجب فعله للوقاية منها، وهل يؤثر هذا تسوس الأسنان اللبنية على الرضيع مستقبلًا، فهو سيفقدها تلقائيًا مع الوقت.
هذا ما سنعرفه في السطور التالية، عن كل ما يجب ما معرفته حول تسوس أسنان الرضيع، وتأثيرها عليه مستقبلًا، وكيف يوجه الأطباء في عيادات رام البحرين الأمهات إلى إمكانية تجنبها والوقاية منها.
هل يمكن أن تتسوس أسنان الطفل الرضيع؟
يعرف جميعنا معنى تسوس الأسنان، وربما قد اختبره في حياته على الأقل مرة بالفعل، إذ نبدأ بالشعور في ألم شديد في الأسنان أو الضروس خاصة مع تناول المشروبات الساخنة أو الباردة، وعند فحصنا للأسنان نجد بقعة مائلة للون البني أو الأسود ظهرت بها، أو ربما يصل الأمر إلى وجود حفرة في الضرس نفسه، والبعض الآخر يفقد أسنانه أو ضروسه تباعًا لهذا التسوس.
عادةً ما يرتبط التسوس بالتناول المفرط للسكريات، مع عدم الاهتمام بتنظيف الأسنان، مما يثير البكتيريا في الفم للتغذي على تلك السكريات، ومن ثم تكون التسوس على طبقات الأسنان الخارجية (مينا الأسنان) أولًا، لكن يتفاقم الأمر إن لم تسرع بعلاجه حتى يصل إلى عمق السن مسببةً الألم الشديد.
لكن هذا ما يحدث معنا نحن الكبار فماذا عن الرضع؟
يرتبط تسوس أسنان الرضيع أيضًا بتراكم السكريات داخل فمه، خاصةً إن كانت الأم غير مهتمة بنمط غذائي صحي له، فتعطي له الحلوى أو العصائر في الببرونة "زجاجة الرضاعة" باستمرار، وأحيانًا تستخدم الأم اللهاية لرضيعها بعد غمسها في العسل أو الحلوى، أو تعطيه قطعة حلوى أو طعام يستخدمه كلهاية للسكوت أو النوم.
كل تلك العادات الغذائية الخاطئة تسبب تسوس أسنان الرضع، إذ أنها أول ما يبدأ بالتأثر، حيث تتراكم السكريات في فمه وتتغذى عليها البكتيريا أيضًا مسببةً التسوس، هذا بالإضافة إلى العادات الحياتية الخاطئة التي تسبب انتقال البكتيريا إلى فم الرضع، مثل القبلات في فمه أو أي شيء آخر يسبب انتقال لعاب شخص آخر إليه، إذ يحتوي هذا اللعاب على البكتيريا التي يمكن أن تسبب أسنان الرضيع.
وعلى الرغم من أن الأسنان اللبنية يفقدها الطفل مع الوقت، إلا أن فقدانها مبكرًا له العديد من المشاكل الصحية الخطيرة في وقت لاحق؛ لذا العناية الجيدة بها ضرورية لضمان صحة الأسنان الدائمة في المستقبل، وسوف نتناول كيفية الوقاية من تسوس أسنان الرضع في السطور القادمة.
تعرف على كيفية تسوس أسنان الرضع
كما ذكرنا أن تسوس أسنان الرضيع مرتبط بتناوله السكريات مع إهمال تنظيف الفم، وهذا ما يحدث مع الكبار والأطفال على حد سواء، إذ أن تراكم السكريات حول السن أو الضرس يجذب البكتيريا التي تتغذى عليه، ومن ثم تتكاثر تلك البكتيريا وتزداد عددًا، وينتج عن ذلك تكون الأحماض.
تؤثر تلك الأحماض على طبقة الأسنان الخارجية (مينا الأسنان)؛ مكونة طبقة من الجير، وهي طبقة بيضاء تتراكم على الأسنان خاصةً تحت خط اللثة، وعادة لا يحدث ألم في تلك المرحلة، ويمكن تنظيفها بسهولة دون حدوث التسوس، لذا ينصح بالانتباه لأسنان رضيعك وتنظيفها باستمرار حتى تمنع تكون تلك الطبقة.
يسبب الإهمال في تنظيف أسنان الرضيع تآكل الطبقة التي تلي مينا الأسنان، وهي طبقة أكثر حساسية ونعومة منها، وأقل مقاومة للأحماض، مما قد يسبب تسوس أسنان الرضع مع الشعور بألم في الأسنان وحساسيتها في تلك المرحلة، وربما تلاحظين أيضًا وجود ثقوب في السن، أو تلون السن بلون بني مائل إلى الغمقان.
أخيرًا يصل تسوس أسنان الرضيع إلى الطبقات الداخلية التي تحتوي على الأعصاب، وقد يحدث التهاب شديد لا يمكن تحمله، وقد يصل إلى فقدان السنة أو الضرس نفسه.
تزداد احتمالية تسوس أسنان الرضع عند يستغرقون في النوم وفي فمهم الببرونة (زجاجة اللبن)، أو تستخدمها الأم كلهاية لرضيعها، وهو مصدر للسكريات، فتتراكم تلك السكريات على الأسنان وتتغذى البكتيريا عليها؛ فيسبب تسوس أسنان الرضيع.
خاصةً إن كانت الزجاجة تحتوي على بعض الوصفات الأخرى، أو العصائر أو الوجبات الخفيفة غير الصحية، التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات، لذا يجب الحذر من تناولها خاصةً أثناء الليل في أوقات النوم، مع الحرص على تنظيف أسنانهم جيدًا.
ما علامات تسوس أسنان الرضيع؟
مثلها مثل علامات التسوس لدى الكبار، إذ تظهر في شكل خط أبيض (الجير) على طبقة الأسنان الخارجية (مينا الأسنان) لكنها غير مؤلمة في أغلب الحالات، لكن سرعان ما تصفر تلك الطبقة، ومن ثم تتحول إلى بقع غامقة مائلة إلى البني مسببة الألم والالتهاب، خاصةً إن ثُقب السن، وهي مرحلة متقدمة من التسوس.
غالبًا ما يظهر تسوس أسنان الرضع في الأسنان الأمامية العلوية، لذا يجب تفحصهم باستمرار لملاحظة أي تغير بهم، وإليك بعض العلامات الأخرى التي قد تصاحب تسوس أسنان الرضيع، وهي:
-
ألم الأسنان خاصة عند تناول الطعام أو المشروبات.
-
يمكن ملاحظة وجود ثقوب أو حفر في الأسنان في بعض الأطفال.
ما خطورة تسوس أسنان الرضع؟
لماذا توجد خطورة من فقدان الرضيع أو الطفل لأسنانه اللبنية، على الرغم أنه يفقدها طبيعيًا مع الوقت ويستبدلها بأسنان أخرى دائمة؟
لا يكمن الخطر هنا على الطفل في شكل ضحكته أو طريقة مضغه للطعام فحسب، بل إن فقدان الأسنان في وقت مبكر عن الطبيعي يسبب نمو الأسنان الدائمة في أماكن غير صحيحة في الفم مما قد يسبب تشوه لشكل الأسنان والفم، التي يصاحبها بعض المشكلات الخطيرة الأخرى، مثل:
-
قدرة الرضيع على الكلام، ونطق الأحرف بشكل صحيح.
-
تشوه شكل الفم والأسنان، مما قد يفقده الثقة في نفسه.
-
الألم المصاحب للتسوس.
-
التواء الأسنان الدائمة، واعوجاجها.
-
صعوبة المضغ.
-
التهابات وعدوى خطيرة.
-
عدم القدرة على تناول الطعام بشكل صحيح.
هل يمكن الوقاية من تسوس أسنان الرضع؟
بالطبع يمكن الوقاية من تسوس أسنان الرضيع، باتباع بعض العادات الصحية، والحفاظ على نمط غذائي صحي له، إليكِ بعض النصائح التالية:
-
لا تعطي ابنك زجاجة اللبن (الببرونة) حتى ينام بها، إذ أن هذا يسبب تراكم السكريات والبكتيريا على الأسنان لمدة طويلة، وبالتالي إصابتها بالتسوس.
-
امنعي رضيعك من تناول السكريات خاصة إن كان أقل من 6 أشهر، ولا تقلقي إن كان ابنك يمارس تلك العادات السيئة، فلم يفت الآوان لتغيير تلك العادات الخاطئة، وذلك بملء الببرونة بالماء، وإن لم يرضى بالماء فخففي العصائر بالماء تدريجيًا إلى أن تمنعيها عنه تمامًا.
-
لا تجعلي طفلك ممسك بالببرونة فترات طويلة على مدار اليوم.
-
علمي طفلك الشرب من الكوب عند إتمامه 6 أشهر.
-
لا تستخدمي اللهاية (المصاصات) فترات طويلة، واحذري غمسها في السكريات مثل العسل.
-
الاهتمام بتنظيف أسنان الطفل بعد تناوله الطعام أو بعد إرضاعه، ويمكنك استخدام قطعة قماش نظيفة لتنظيف فمه.
-
استخدامي فرشاة الأسنان عندما يصل إلى العمر المناسب لاستخدامها، ومعها قليل من معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد، بالأخص قبل النوم.
-
استخدمي خيط تنظيف الأسنان بعد أن تنمو جميعها.
-
احذري العادات التي يمكنها أن تنقل لعابك أو لعاب أي أحد آخر إلى فم طفلك، إذ أنه يحتوى على بكتيريا قد تسبب تسوس أسنان الرضيع.
-
اتباع العادات الغذائية السليمة وتناول الأطعمة الصحية وتجنب الحلوى للأطفال,
-
حاولي زيارة طبيب الأسنان بعد إتمام طفلك عامه الأول لفحص أسنانه.
في الختام
باختصار، نعم، يمكن أن تتسوس أسنان الرضع مع إقباله على العادات الغذائية السيئة في تناول السكريات والحلوى، إهمالك متابعتها وتنظيفها؛ لذا فإن الوقاية والعناية الجيدة بالفم والأسنان منذ الصغر تسهم في تأسيس عادات صحية جيدة، تساعدهم وتحميهم من مشكلات الأسنان الشائعة، بل تضمن لهم الحفاظ على ابتسامة مشرقة وصحة فم جيدة.
لحجز جلستك للاطمئنان على صحتك وصحة طفلك في عيادات رام البحرين، يرجى زيارة هذا الرابط.
أضف تعليقك